جاري تحميل ... ورقة

مقالات رائجة

إعلان في أعلي التدوينة

بحث كامل حول التاريخ - معلومات عن التاريخ


بحث كامل حول التاريخ - معلومات عن التاريخ

مقدمة: 
التاريخ ليس سرداً لحوادث تحفظ الماضي وأحداثه وتمجد الأفعال البارزة في حياة الأشخاص والأمم، أو ثقافة عامة تستخدم لإعداد القادة والسياسيين، أو فرعاً من فروع الأدب يدرس للتسلية والترفيه، ولكن الغرض من دراسة التاريخ هو الوصول إلى الحقيقة التاريخية ذاتها والتي يمكن من خلالها الإفادة من التاريخ في أغراض البحث العلمي وكل العناصر السابقة الذكر ولكن في ضوء الوقائع التاريخية الصحيحة الواضحة المعتمدة على وثيقة أصلية صحيحة. ولهذا يعتبر التاريخ علماً كسائر العلوم التطبيقية له منهج واضح يسمى منهج البحث التاريخي، وهو منهج مختلف عن منهج العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى. 

معنى التاريخ: 
الاحداث قبل ان تقع تكون بانتظار اللحظة التي ستقع فيها، ولحظة وقوعها في مكونات الحاضر، وعندما يمر زمان على وقوعها تصبح شيئاً من الماضي، وهذا هو التاريخ بأبسط معانيه، فالتاريخ لغة معرفة الوقت أو الإعلام بالوقت، والتاريخ اصطلاحاً، ظاهرة لا يزيد على أخبار عن الايام والدول والسوابق من القرون الأولى. 

من هنا يلزم على من يريد معرفة التا ريخ إن يدرسه بتجرّد وموضوعية وأن يفهم الخصوصيات والمزايا للأحداث والوقائع. فمن يعمل ذلك سيعرف إن كثيرا من المكتشفات الحديثة لم تكن حديثة كصناعة الطائرة واكتشاف القارة الامريكية واكتشاف الدورة الدموية واكتشاف آلات الطباعة وغيرها... فقد تحقق وجودها بفضل الدخول بغور التا ريخ. وهي أمور اكتشفت قبل ذلك بقرون. 

وعلى هذا فالتاريخ مثل سائر الاشياء الوجودية بحاجة إلى واقعية واستقامة في أهلية المؤرخ وإلا كانت النتيجة خطأ سواء في تخطئة احدهما أو في تخطئة كليهما. 

كما ان من أراد الوصول الى موضوعية التاريخ في قضاياه المختلفة ليستفيد منها العامّة حاضراً ومستقبلاً فعليه ان يحشر موضوعات كثيرة من التفاصيل المشابهة مثل الحروب والدول والقضايا الاقتصادية والسياسية وغيرها. مع التفريق التام بين الجانب الشخصي والجانب الاجتماعي العام والاهتمام ايضا بالجانب الحضاري. 

بالإضافة الى ذلك تعتبر دقّة الراوي في الرواية و حياديته والنقد الداخلي الايجابي، الفيصل في تفسير مضمون الوثيقة خصوصا اذا كانت غامضة او فيها رموز غير واضحة. كما ان اللازم على المؤرخ ان يعزل موضوعه عن المؤثرات الخارجية حتى يصل الى سبعين باطناً. كما ورد في معاني القران الكريم بأن له سبعين باطناً.. 

مهام المؤرخ: 
اما بالنسبة لمهام المؤرخ فإنه لا يُطلق العنان للمؤرخ بل هناك مهام محددة وحيثيات يرى وجوب مراعاتها ومنها: 

أن يراعى المؤرخ ظروف الزمان والمكان والشرائط والخصوصيات والملابسات للأحداث والامم التي اصابتها تلك الاحداث وإلا فإنه سيصدر احكاماً غير دقيقة قد تحوي زيغ وضلال.. 

وسواء كان بالنسبة الى الماضي او المستقبل فلا يحق للمؤرخ ان يجعل من نفسه واعضاً عقيدياً معتمداً على ذوقه الشخصي لأن ذلك لن يؤدي إلا الى احكام خاطئة، إذا قيست بعقلية ذلك العصر الذي يدرسه سواء بالنسبة الى العصر الماضي او العصر المستقبلي، فان كل عصر او حقبة يعدُّ تاريخاً. كما ان لكل حضارة شخصيتها وقيمها وليس للمؤرخ ان ينظر الى الماضي من خلال معايير الحاضر. وإن كان بين الماضي والمستقبل والحاضر معايير كلية كالروح السائدة في اجزاء البدن. 

لذا ينبغي التعبير عن كل عصر بتعبيرات خاصه به، لأن لكل عصر ولكل امة طابعاً فريداً. 

فإذا أردنا ان نمثل ذلك بأوانِ فهناك اناء يستوعب مثقالاً من الماء وهناك اناء فوق ذلك وفوق ذلك الى ان يصل الى بحار الدنيا. او ما يكون بحار الدنيا جزاء صغيراً منها. 

فالحضارة المصرية القديمة مثلاً ليست كالحضارة العراقية، فقد تشكلت كل منها بطريقة متمايزة منفردة. 

من ناحية ثانية، ان المجموع يملك ما لا يملكه الفرد. مثلاً صخرة كبيرة لا يتمكن من حملها انسان او اثنان او ثلاث بل يتمكن من حملها عشرة او مائة. كذلك الجيش قد ينهزم إلا إذا كان عدد افراده عدداً كاملاً، وعلى هذا فالمجتمع لا يتمتع بالوجود والوحدة والشخصية الحقيقية الخارجية بالمعنى الفلسفي إلا بوجود 

المعنى الحقيقي، بمعنى ان المؤرخ يجب ان يؤرخ للأفراد ويؤرخ للجماعات والحكومات او مجموعة الحكومات مثل الوحدة العربية او الافريقية او الاسلامية. فلا يصح الحديث عن روح المجتمع الا بهذا المعنى. كذلك ان التاريخ منهج عمومي فليس هناك روح تهيمن على جميع الناس وتسخرهم لمقاصدها وتدبر شؤونهم حسب رغبتها. 

كيف يصوغ المؤرخ المادة التاريخية؟ 
على المؤرخ الذي يريد معرفة التاريخ ان يجمع أكبر قدر ممكن من الحالات والمعلومات والخصوصيات والمزايا المتعلقة بموضوع الدراسة، وان يقوم بدراسة دقيقة للتأكد من الوثائق فيما يخص صحتها، وهل هي قطعية او ضمنية، شكلية او وهمية، وان يصب ذلك في قوالب الأشكال المطلوبة حتى يصل الى التحليل الدقيق. وأن يقوم بعملية تركيبية متجاوزا مرحلة السرد والوصف الى التعليل، فإن لكل شيء سبب ومسبب. فيتعرض المؤرخ للوقائع التاريخية مع تناول العلل والاسباب التي يريد استخلاصها.. وان يصل الى أحكام كلية، وتلك الاحكام الكلية جارية في السابق والحاضر والمستقبل، وبذلك يتمكن ان يتنبأ عن المستقبل تنبؤا علمياً دقيقاً. 

استخلاص الحادثة التاريخية: 
وفي مسألة استخلاص الحوادث فإن موضوعات المؤرخ يجب ان يلاحظ فيها: النظر الى تاريخ الامة بصورة اجمالية، والقول ان تاريخها تاريخ اخلاقي او تاريخ غير اخلاقي. لأن الاخلاق لا تكون عند الانسان إلا بالدين والايمان بالله سبحانه وتعالى واليوم الاخر حقيقةً لا لفضاً وادعاء. 

فالأخلاق بدون الدين لا تكون اخلاقاً صحيحة وإنما اخلاقاً خيالية، وكما ان للأفراد اخلاقيات سليمة او فاسدة كذلك للدول والحضارات والاحزاب والمنظمات والهيئات والعشائر. 

وإذا كان هناك في الدولة، اي دولة، التراحم والتعاطف والشورى والخدمة.. فهذه الدولة لها اخلاق صحيحة وسليمة، اما إذا لم تكن هذه الامور بل كان الاستبداد والإسراف والترف والتبذير والبطش، فإن الوصف هنا سيكون سلبياً مهما كانت تبعية تلك الدول من ديانة او عِرق. 

هل التاريخ علم أم فن؟
لا يزال علم التاريخ عرضة للجدل الدائر في القرن التاسع عشر الميلادي (عصر التنوير الأوروبي) حول مدى علمية الدراسات الإنسانية ومنها التاريخ.
والسؤال الأكثر هل التاريخ علم أم فن؟ كان للغة دور في إثارة هذا التساؤل ونشأته في الغرب فضلاً عن انتقاله إلى العرب.

أقوال في التاريخ:
هناك مجموعة أقوال في التاريخ ممتعة و مفيدة، أقوال و حكم رائعة و ملهمة لها القدرة على تحميسك لقراءة التاريخ، أفضل ما قيل عن التاريخ من أقوال العظماء والناجحين عن التاريخ.

ابن خلدون:
إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، و لكن في باطنه نظر و تحقيق.

عبد الرحمن منيف:
التاريخ يعلم الإنسان الدروس، و يجعله أكثر وعياً، و أقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة.

هنري كيسنجر:
إن التاريخ هو ذاكرة الأمم، أو معمل كبير لتجارب البشرية، يحفل بمعادلات النجاح لمن يحسن صياغتها.

محمد حسنين هيكل:
تاريخ كل أمة خط متصل، و قد يصعد الخط أو يهبط، و قد يدور حول نفسه أو ينحني و لكنه لا ينقطع.

محمد الغزالي:
العيب في دراسة التاريخ أننا أحيانا نطالع صفحاته لنقرأ أنباء الانتصارات و الهزائم، و أخبار المواليد و الوفيات... و لكن التاريخ شئ آخر وراء هذا الظاهر، و هو أن تعرف ما المقدمات التي انتظمت حتى انتهت بالنصر أو الهزيمة.

ماجد عرسان الكيلاني:
إن فترات القوة و المنعة في التاريخ الاسلامي إنما ولدت حين تزاوج عنصران : الإخلاص في الإرادة، و الصواب في التفكير و العمل.. فإن غاب أحدهما عن الآخر فلا فائدة من الجهود التي تبذل و التضحيات التي تقدم.

عمر عبيد حسنة:
كيف يأخذ المسلم العبرة من التاريخ العام و من الحوادث التي تدور حوله، إذا كان عاجزا عن الاعتبار بتاريخه الخاص، و تجنب العثرات التي سبق له السقوط فيها ؟

عن رواية الرجل الثالث:
إذا أردت أن تفهم قصة غريبة، فلا بد أن تكون انطباعاً عن خلفية أحداثها.

هنري كيسنجر:
التاريخ منجم زاخر بالحكمة التي قد تجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا.

محمد حسنين هيكل:
وقائع التاريخ الكبرى عائمات جليد، طرفها ظاهر فوق الماء، و كتلتها الرئيسية تحت سطحه، و من يريد استكشافها عليه أن يغوص.



الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *